يرتجفون من البرد.. النازحون في قطاع غزة يعيشون حياة بلا مأوى (صور)

يرتجفون من البرد.. النازحون في قطاع غزة يعيشون حياة بلا مأوى (صور)
نازحون في قطاع غزة

يواجه النازحون على امتداد ساحل خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة ظروفًا إنسانية قاسية، حيث يعانون من برد الشتاء القارس والرياح الشديدة التي تدمر خيامهم المهترئة. 

ووصل النازحون إلى هذا المكان بعد أن هُجّروا قسرًا من منازلهم ولجؤوا إلى شاطئ البحر، الذي أصبح ملاذهم الوحيد، لكنه يحمل في طياته المزيد من المعاناة، إذ تعبره الرياح العاتية في معظم الأيام، ما يعرض خيامهم للدمار المتكرر، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ويعيش أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة حالة من الفقر المدقع والعوز الشديد، يفتقرون إلى المأوى والطعام والماء، ويعانون من انعدام أبسط مقومات الحياة. 

يجد الكثيرون منهم أنفسهم مضطرين للنوم في العراء أو في خيام لا توفر لهم الحماية الكافية من البرد، فيما يعيش غالبيتهم على ما يسد رمقهم من الطعام الذي يحصلون عليه عبر التكيات، في حين تكاد لا تلوح أي آفاق لتوفير احتياجاتهم الأساسية.

نازحون يعانون من الطقس السيئ

كفاح للبقاء على قيد الحياة

وصف حمادة كموس، أحد النازحين من بيت لاهيا شمال غزة، وضعه المعيشي بالمأساوي، مشيرًا إلى أنه يعاني كل ليلة وهو يرى أطفاله الأربعة يرتجفون من البرد القارس دون أن يستطيع تقديم أي شيء لهم. 

كموس، الذي يعيل عائلة مكونة من 5 أفراد، يكافح للحصول على خيمة تحميهم من البرد، ولكن تكلفتها البالغة 4 آلاف شيكل (نحو 1120 دولارا أمريكيا) تعجزه عن تأمينها. 

ويلجأ مع أسرته إلى غرفة مهترئة مكونة من بطانيات وأخشاب ضعيفة لا يمكنها تحمل الرياح والأمطار.

طقس قاس وعدوان مستمر

تعرض هاني أبو حمدة، النازح من غزة والذي يعاني من تداعيات الطقس القاسي، خلال المنخفض الأخير لرياح شديدة وأمطار غزيرة تسببت في إلحاق أضرار فادحة بخيمته، ما أدى إلى غمر جميع ممتلكاته بالماء. 

يقول أبو حمدة، إن أفراد أسرته المكونة من تسعة أفراد يعانون من نزلات البرد والأمراض المعوية بسبب الظروف القاسية التي يواجهونها.

أطفال غزة يعانون البرد والحصار

أحلام العيش بكرامة

يتفق جميع النازحين على الحنين إلى بيوتهم التي دُمرت في العدوان المستمر، ويتشارك محمد حجاج ومحمد اسبيتة، اللذان نزحا من الشجاعية وغزة، المعاناة نفسها، حيث يواجهون صعوبة في الحصول على خيمة تحميهم من البرد، ويتمنون العودة إلى منازلهم حتى وإن كانت مجرد أنقاض. 

ويؤكد حجاج واسبيتة أن الحياة في الخيام أصبحت أمرًا لا يُطاق، في ظل الظروف المعيشية القاسية.

الأوضاع تزداد سوءاً

من جهته، يروي جمال أبو موسى، النازح من خان يونس والذي يعيل أسرة من 9 أفراد، كيف أن الأوضاع الصحية والنفسية تزداد سوءًا كل يوم، فقد تعرضت خيام النازحين في منطقته لقصف عنيف من الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق، وتدمير جزء كبير من الخيام. 

ويشير أبو موسى إلى أن شظايا القصف وصلت إلى خيمته، ما أسفر عن إصابة طفله البالغ من العمر عامين ونصف العام في قدمه بشظية، مما استدعى خضوعه لثلاث عمليات جراحية.

مع استمرار العدوان على قطاع غزة، تظل الحياة في غزة تكتسي بالمرارة، في ظل فقدان الأحبة الذين سقطوا تحت الأنقاض، وتظل أحلام النازحين محطمة، ولا يمكن للحديث عن الآمال أن يتجاوز أسوار الركام الذي دفن فيه أحباؤهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية